اتحــــ وافتخر ــــاديه عــضو
عدد الرسائل : 6 العمر : 33 المزاج : راااااااايقه تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: لوحـــة الرحيــل ..!! الثلاثاء يوليو 29, 2008 4:41 pm | |
| لوحـــة الرحيــل ..!!
اليوم صباحا استقبلنا خبر فراق.. ورحيل شيء ما انسان كان .. او من الاحياء ورغم كل شيء .. يبقى للفراق ألم وللألم لوعة وحنين ولكن .. يبقى الرحيل لوحة تتكرر في معرض الحياة..!!
وغلبتنا الذكريات بعد الرحيل :::: ::: :: :
هنا كانت تنام .. تفترش الأرض وتمضي معظم النهار في النوم
وهنا كانت تركض صباحا حين تستيقظ وهنا كانت تسترخي .. على كرسي المجلس الوثير طبعها كان ارستقراطي .. تحب الوسائد الوثيرة والجو الدافئ .. وشرب الحليب في المساء
ورغم اشمئزازي منها .. إلا أني كنت استمتع بالنظر إليها غالبا ومشاكستها وإحضار الطعام لها أحيانا
لا أنكر أني نفرت منها في البداية .. للونها الأسود والحكايات الغريبة عن ما يتعلق به وبها ..!! ولكني بعد ذلك .. تعودت عليها كان لها عينان مفزعتان.. ولكن مع ذلك كانت تمتلك أساليب توددية لا مثيل لها لـ استمالة عطفنا وكان ينتابني كثيرا شعور بالعطف اتجاهها فهي صغيرة وحيدة ليس لها احد غيرنا وكانت دائما تتقرب منا
تستجدي حبنا عطفنا رحمتنا بشتى الطرق وأحيانا تغضب و تصرخ وتجري بعيدا حين يشتد عليها الألم والخوف والفزع والشعور بالغربة بيننا
ربما لم يستقبلها الجميع بالترحاب والحب ولكن بالتأكيد .. ودعها الجميع .. بوجه حزين .. وقلب كسير
لحظة الوداع .. ::::: :::: ::: :: :
جلست الصغيرة حزينة قرب نافذة السيارة تستعيد خبر الصباح بعيون يملؤها الألم وجلست أنا صامته اشعر بحزنها .. وتأسفت لحالها ولكوني من نقل لها الخبر تقربت منها أخيرا .. وهمست بم تفكرين؟ قالت بهدوء : لماذا ماتت قلت : كانت مريضه .. ولم تأكل منذ يومين قالت بشده والألم يعتصرها : البارحة كانت بخير ..
والتفتت إلي بخوف وقد تذكرت شيء ما : هل ستكون في مكانها أم ..؟ قلت مسرعه : في مكانها بالتأكيد
وتذكرت الصباح وهرولة الصغيرة إلى خارج البيت لتراها ولحقت بها .. لا أريدها أن تتألم بمفردها ورأيتها تقف جامدة .. وعيونها معلقه في الأرض حيث كانت هي مستلقية .. بلا حراك تلف يديها على بعضهم ورجليها قد عقدت ببعض وعيونها نصف مغلقه .. ورائحة الموت تلف المكان والألم يعتصر في قلب الصغيرة ويجعلني أقف كالبلهاء .. لا اعرف ما يتوجب علي فعله فهذه الأمور تربكني فعلا وكان يصعب على كثيرا امتصاص أللألم منها .. أو التخفيف عنها
وعندما أشبعنا الصباح حزنا ::::: ::: :: :
سحبتها من يدها وقلت : هيا سنتأخر
ومشت معي بصمت والتفت أنا إلى الخادمة وقلت : احمليها من هنا .. وارميها في صندوق القمامة بعيدا .. التفتت إلي الصغيرة ورمقتني بعنف و باستغراب وربما بكره واعترضت بشده .. لم نرميها ..!! هي ليست قمامة هي كائن حي كان يأكل وينام .. ويركض ويعيش بيننا
وصرخت : لاء .. دعوها مكانها
وأصرت
حاولت إفهامها الأمر .. ولم تستجب كانت تتألم بصمت .. وعناد وترفض كلماتي
وقفت بصمت انظر إليها ثم ..طلبت من الخادمة تركها إلى أن نعود..!!
وعندما استوقفتني محطة الحياة :::: ::: :: :
انتبهت لنفسي كم كنت غبية كيف طعنت ألم الصغيرة بقسوة ولا مبالاة لا ادري .. ولكن ربما قسوة الحياة .. أنستني أن الطفلة ما زالت تلميذة جديدة في الصف التمهيدي وان هذا هو .. درسها الأول في مدرسة الحياة
كم هو الأمر صعب إذا ..!!
وألان كدنا أن نصل إلى البيت والصباح قد انقضى وحل النصف الأول من المساء وستواجه الصغيرة الموقف مرة أخرى لا أريدها أن تحزن .. ولا أريد أن تبقيها بقربها أطول من ذلك وهي ميتة فاقترحت عليها .. ولكن هذه المرة حاولت أن أكون لطيفة معها بحجم حزنها وبحجم الخطأ الذي اقترفته في حق مشاعرها صباحا وقلت : ما رأيك أن نحملها ونحفر لها حفرة في الحديقة الخلفية وندفنها
وبنفس رفضها الصباحي واجهتني أحسست أنها حتما .. سوف تكرهني فحاولت استدراكا الأمر : إن تركتيها هكذا سوف تتعفن .. وسيأكلها الدود والنمل.. وستكون لها رائحة كريهة .. والقبر سوف يحميها .. ستكون بأمان .. وكل شيء في هذه الحياة يموت .. يتوجب علينا دفنه
نظرة إلي وقالت : ليأخذها الله إلى الجنة ؟
قلت بـارتباك : نعم .. وسوف نجدها هناك في يوم ما .. ها ما رأيك..
قبر وزهور :::: ::: :: :
وجدناها عندما عدنا .. في حال سيء حملناها و توجهنا ناحية الحديقة الخلفية كانت الصغيرة مازالت متماسكة هي حتى لم تذرف دموع الفراق إلى الآن مازالت صامدة
وأتممنا الحفر .. وتركتها بعد ذلك تكمل المسألة بنفسها حملتها بيديها الصغيرتين ووضعتها في أخر الحفرة ثم بقيت دقيقة تتأملها .. وشعرة خلالها بصعوبة هذا الأمر عليها ثم أهالت عليها التراب بسرعة .. إلى أن غطتها بالكامل .. وتأكدت أن كل شيء سوي على أكمله .. ثم قلت لها .. هيا بنا ومشت بجانبي بصمت ومررنا على شجرة الورد
وقفت .. وتركتني امضي إلى أن انتبهت لها والتفت ووجدتها تقطف بعض من الورود ثم تركض إلى ما دفنا .. وتضعها عليها وأبقت واحدة معها .. !!
ودخلنا إلى غرفتها ووضعت الوردة على الطاولة وقالت : لذكرى ودخلت معها إلى دورة المياه لتغسل يديها وفجأة ..!! بدأت تشتاق .. والذكرى تلح عليها وأدركت الصغيرة أخيرا صعوبة الأمر ومعنى الفراق وبكت ..!! وانتحبت .. وضممتها إلى صدري أهدئها اخفف من ألمها .. ثم فضلت أن ادعها تبكي لترتاح وقد كنت أتمنى هذا الأمر من البداية فقد تحملت و تماسكت رغم الألم ربما كانت تخجل من التعبير عن ما بداخلها أو ربما كانت تعاند عواطفها أو ربما كانت تتصنع القوه وتتجاهل مشاعر الحزن التي غلفتها
ولكن .. ربما أيضا كان هذا لـ صعوبة الدرس الأول في مدرسة الحياة .. وبالتالي لم تستطع الصغيرة استيعابه أو فهمه.. لكونها ما زالت طرية المشاعر وصغيرة على الآلام أو ربما لم تستوعب بعضا من مفردات الحياة الجديدة مثل .. كلمة.. موت..!!
وقالت أخيرا وهي تنتحب: أريدها أن تعود.. قلت : سأشتري لك غيرها.. وسأختارها بيضاء .. ما رأيك قالت بشدة : لا .. أريدها سوداء قلت : حسنا .. سوداء مثل ما تريدين
ومسحت دموعها ومازلت أرى في عينيها نظرات حزن وحنين .. وكأني أرى صورة قطتها السوداء مرسومة في عينيها .. لا تبرحها وأشفقت عليها .. انها ما زالت صغيرة على ألألم والموت .. و الحزن والـ ـفـ ـراقـ ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و عندما أرهقها التخيل.. زارتني ليلا لتسأل: هل سيحملها الله الآن إلى الجنة؟ وفكرت سريعا .." هل ستذهب غدا لتتأكد من أن حفرتها أصبحت خاوية إن كان جوابي بــ نعم ..!! " فخفت أن يصدمها الأمر..!! وعجزت عن الرد..!!
ريح ا ل خ ز ا م ا 19 ديسمبر 2005
الكاتبه : ريح الخزاما | |
|
الامــــل المــدير عــام
عدد الرسائل : 59 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
| موضوع: رد: لوحـــة الرحيــل ..!! الثلاثاء يوليو 29, 2008 7:46 pm | |
| مشكووووووووووره بارك الله فيك | |
|
روز بحري عــضو فعال
عدد الرسائل : 63 تاريخ التسجيل : 25/07/2008
| موضوع: رد: لوحـــة الرحيــل ..!! الأربعاء يوليو 30, 2008 8:50 am | |
| مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووره بارك الله فيك | |
|