بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف ألانبيا والمرسلين يقول شيخ الإسلام بن تيمية ( مجموع الفتاوى 28 / 58 ) ومن سنة الله أنه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه فيُحق الحقَّ بكلماته ويقذفُ بالحقِّ على الباطل فيدفعه فإذا هو زاهق . فهؤلاء الأقذام :{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } ( الصف 8 ) فلو اجتمعت الأفواه جميعاً ليطفئوا نور الشمس ما استطاعوا فكيف بنور الله
فالإسلام قادم وسيكون التنكين بإذن رب العالمين وحتى لا يتسرب اليأس في قلوب الناس وتخور العزائم لابد من ذكر مبشرات النصر فذكر المُبشرات في حالات الشدة والمحن سنة نبينا ..... - قال خباب بن الأرت كما عند البخاري : " شكونا إلى رسول الله وهو متوسد بردةً له في ظل الكعبة ، قلنا له : ألا تستنصر لا ألا تدعو الله لنا ؟ فقال النبي : كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيُجاء بالنشار فيوضع على رأسه فيُشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ".
فنقلهم النبي مي أسوأ حال لهم إلى أحسن ما يجدون هم من الأمن لتكون البشرى سبب في رفع الهمم بعد أن تدنت . فعلى أولياء الله أن يعتزوا بدينهم وأن يستعلوا فوق وطأة الباطل فإنهم هم المنصورون ، وإذا كان أعداء الله يتباهون بقوتهم وكثرة عددهم وعدتهم فإن المؤمنين يفخرون بنصر الله وكريم معِيته وعونه لهم ، قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } ( النحل 128 ) وقال تعالى : {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ } والنصر والتمكين لعباد الله الموحدين وهذا موعود رب العالمين ، قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } ( التوبة 33 ) وقال تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } ( النور 55 ) وقال تعالى : {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} ( الصافات 171 : 173 ) - وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح أيضاً أن النبي قال : " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ث يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ". فالكل قد كان وهانحن ننتظر الأخيرة .
- أخرج البخاري من حديث عبد الله بن محمد أن النبي قال : " لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود وحتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر : يا مسلم هذا يهودي خلفي تعالَ فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود "
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوبُ إليك